سورة فاطر - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (فاطر)


        


{الحمد لله فاطر السموات والأرض} خالقهما على ابتداء {جاعل الملائكة رسلاً أولي} أصحاب {أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق} في خلق الملائكة وأجنحتها {ما يشاء}.
{ما يفتح الله للناس من رحمة} رزقٍ ومطرٍ، فلا يقدر أحدٌ أن يمسكه، والذي يمسك لا يرسله أحد.
{يا أيها الناس} خطاب أهل مكَّة {اذكروا نعمة الله عليكم} بالرِّزق والمطر وسائر ذلك. {هل من خالق غير الله} هل يخلق أحدٌ سواه، ثُمَّ {يرزقكم من السماء} المطر {و} من {الأرض} النَّبات {لا إله إلا هو فأنى تؤفكون} من أين يقع لكم الإِفك والكذب بتوحيد الله؟! ثمَّ عزَّى نبيَّه عليه السَّلام بقوله: {وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الأمور}.


{أفمن زين له سوء عمله} بإضلال الله تعالى إيَّاه، فرأى قبيح ما يعمله حسناً {فإنَّ الله يضلُّ مَنْ يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات} لا تغتمَّ لكفرهم ولا تتحسَّر على تركهم الإيمان.


{مَنْ كان يريد العزة} أَيْ: عِلْمَ العزَّةِ لمَنْ هي {فللَّه العزة جميعاً إليه يصعد الكلم الطيب} إليه يصل الكلام الذي هو توحيده، وهو قول لا إله إلا الله {والعمل الصالح} يرفع ذلك الكلم الطَّيَّب، والكلم الطَّيَّب: ذكر الله تعالى. والعمل الصَّالح: أداء فرائضه، فمن قال حسناً وعمل صالحاً رفعه العمل، ومعنى الرَّفع رفعه إلى محل القبول {والذين يمكرون السيئات} يعني: الذين مكروا برسول الله صلى الله عليه وسلم في دار النَّدوة. {ومكر أولئك هو يبور} أي: يفسد ويبطل. وقوله تعالى: {وما يعمَّر من معمَّر} أَيْ: ما يُطوَّل عُمر أحدِ {ولا ينقص من عمره} ولا يكون أحدٌ ناقص العمر إلاَّ وهو مُحصىً في الكتاب. يعني: عدد عمر الطَّويل العمر، وعمر القصير العمر.
{وما يستوي البحران هذا عَذْبٌ فرات} شديد العذوبة {وهذا ملح أجاج} شديد المرارة {ومن كلٍّ} من الملح والعذب {تأكلون لحماً طرياً} من السَّمك {وتستخرجون} منه من الملح {حلية تلبسونها} يعني: المرجان، وإنَّما ذكر هذا للدَّلالة على قدرته. وقوله: {من قطمير} يعني: لفافة النَّواة.
{ويوم القيامة يكفرون بشرككم} أَيْ: يقولون: ما كنتم إيَّانا تعبدون {ولا ينبئك مثل خبير} وهو الله عزَّ وجلَّ.

1 | 2 | 3